إختر من الأقسام
آخر الأخبار
بالفيديو: 'انا مش شحاد انا ابن ناس بس فقير من الله'... ضحية جديدة كادت ان تقع اليوم قبل أن يتدخّل 'الوطن'!
بالفيديو: 'انا مش شحاد انا ابن ناس بس فقير من الله'... ضحية جديدة كادت ان تقع اليوم قبل أن يتدخّل 'الوطن'!
المصدر : بشرى جميل - VDL News
تاريخ النشر : السبت ٢٠ كانون أول ٢٠٢٤

لم يعد الوضع الاقتصادي المتردّي محمولاً في بلدنا، ولم يعد استمرار "تطنيش الدولة" عن الموضوع مسموحاً. انتحار تلو الانتحار، وضحية بعد ضحية، لبنان يتشح سواداً وحزناً.
بالأمس كان داني، وقبله ناجي، وحالات اخرى دخلت منازل اللبنانيين موقظة الألم عند ابناء الوطن الواحد.

نعم، مأساة تجتاح وطننا، تحلّ على من ضاقت به الدنيا، ومن عانى لفترة طويلة ووصل إلى حدّ الانهيار.

أمّا "السلطة" فتتلهّى بمشاكلها "التافهة" وتتناسى مشاكل ابنائها. وفي حين لا معين ولا مجيب، من طبقة حاكمة "نتنة"، يبقى "عسكرنا حامينا".

اليوم، كادت ان تقع المصيبة في وسط بيروت، وتحديدا في خيمة العسكريين، إلاّ انّ "الوطن" تدخلّ. إذ وصل أب لبناني، مزارع، منهار الاعصاب ويهددّ بالانتحار خلال 24 ساعة إذا لم تتوّفر ادوية زوجته وابنه.

وفي التفاصيل، فإن زوجة الرجل تعاني من مرض مزمن، كما انّ ابنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالرغم من استحصاله على بطاقة الشؤون الاجتماعية وبطاقة وزارة الصحة، إلاّ انّ العلاج لم يكن متوفراً اليوم في الكارنيتنا.
"انا ميّت طيّب من 23 سنة"، بهذه الكلمات استهّل المواطن حديثه مخبراً قصته المأساوية، وممتعضاً من عدم مساعدة وزارة الشؤون له بالرغم من استحصاله على البطاقة، كما من عدم توّفر دواء زوجته. وهدد الرجل بتسميم نفسه وسط بيروت، قائلاً: "انا مش شحاد، انا ابن بيت وعالم بس فقير من الله". عندها تدخّل العسكريون المتقاعدون وحاولوا تهدئته معلنين عن استعدادهم للمساعدة والتواصل مع وزارة الصحة والمعنيين لحلّ المشكلة وتأمين الادوية اللازمة.

وقد تواصل موقع VDLnews مع المؤهل الاوّل المتقاعد رفعت الحلبي، الذي اكّد لنا ان العسكريين المتقاعدين تواصلوا مع وزارة الصحة التي كانت متجاوبة وامّنت للرجل الدواء في الحال، فقد توّجه المواطن إلى الكارنتينا حيث تمّ اعطاؤه العلاج"، بعدما تدخّل الاعلام الى جانب العسكريين المتقاعدين، وتحديدا قناة "الجديد".

وقال الحلبي: "وصل المواطن إلى الخيمة منهار الاعصاب بالكامل، وبحالة نفسية صعبة، ولم يكن بيدنا حلّ سوى التواصل مع الاعلام في محاولة لايصال صوته ومساعدته. وبالفعل، هكذا حصل، إذ انّ الاعلام حضر وساعد بكل ما يمكن، وتمّ تأمين الدواء قبل ان يقدم على خطوات مأساوية."

ليست الحالة الوحيدة التي وصلت إلى خيمة العسكريين، بل حالات كثيرة مماثلة تصل يوميّا. وتابع الحلبي واخبر عن حالات كثيرة صعبة تأتي للخيمة، تطلب المساعدة بما امكن، وقال: "ازمة كبيرة ووضع صعب، هذه الحالة استدعت تدخّل الاعلام، واستطاع المواطن ان يوصل صوته ويحصل على ما يريد، ولكن غيره كثيرون لم يحصلوا على مبتغاهم وابسط حقوقهم، فما العمل؟"

من الصعب فعلا ان يكون جيشنا وحده المرجعية. لطالما تحدّث السياسيون عن قلّة ثقة الناس بالسلطة، ولكن اليوم، بات واضحاً انّ الثقة انعدمت بالكامل، ولكنها لا تزال تتوجّه الى المؤسسة العسكرية ولو بعناصرها المتقاعدين. منذ زمن طويل، لم تعد الدولة مرجعية المواطن المحتاج، ولا مرجعية الشعب الفقير. غيابها أنسى المواطن وجودها وواجباتها. واسفاه!

بات الإنسان في لبنان يُدفع عمدا ويؤخذ جبرا الى مكان لم يكن يتخيّل أن يصل اليه طوال حياته. هذا العمّ اليوم عانى لسنوات بصمت، واضطر اليوم للتحدث والكشف عن معاناته للملء في خطوة من المؤكد أنها كانت الأصعب... ولكن الأنجع في أيامنا السوداء هذه.


عودة الى الصفحة الرئيسية