إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الحريري أمام سابقةٍ خطيرة.. جنبلاط مستاء وورقة الصفدي 'احترقت'
الحريري أمام سابقةٍ خطيرة.. جنبلاط مستاء وورقة الصفدي 'احترقت'
المصدر : محمد الجنون - لبنان 24
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤

حتى الآن، لا صورة واضحة بشأن مسألة تسمية الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة. فالأمرُ سقط في الشارع حكماً، وما يمكن قوله أيضاً أنّ هذا الخيار بدأ يسقط في دوائر القرار السياسي. وفعلياً، فإنّ ما يؤكد ذلك هو عدم تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعداً للإستشارات النيابية الملزمة، في حين أنّ العديد من المرجعيات السياسيّة تتحدث عن "مناورة" قام بها الحريري لـ"حرق" إسم الصفدي، وفرض الشروط التي يريدها ليعود إلى السراي الحكومي من موقع القوي.

تقول مصادر سياسية مقرّبة من التيار "الوطني الحر" أنّ "بعبدا أرادت افساح المجال أكثر أمام المشاورات بشأن تسمية شخصية لرئاسة الحكومة، ما يعني أنّ الأمور لم تنضج بعد سواءً بالنسبة للصفدي أم غيره"، موضحة أنّ "كل الأسماء التي تمّ التداول بها لم يكن محسوم أمرها، ورغم أن أسهم الصفدي كانت هي المرتفعة بمباركة عون، إلا أنها تراجعت بقوّة، ما يعني أن النقاش بشأن شخصية رئيس الحكومة عاد إلى المربع الأوّل". ولفتت المصادر إلى أنّ "مبدأ المناورة الذي اعتمده الحريري بشأن اسم الصفدي بدا واضحاً بشكل كبير، خصوصاً أن ما حُكي عن قيام المقربين من تيار "المستقبل" بتسريب الإتفاق حول الصفدي بموافقة "حزب الله" والتيار "الوطني الحر" وحركة "أمل"، هدفه تحميل هذه الجهات مجتمعة تبعات هذا القرار الذي ألهب الشارع بشكل كبير".

تقول المصادر المتابعة أن "الحريري عاد ليفكّر من جديد بشأن طرح الصفدي، وقد تكون هناك سلّة أخرى من الأسماء التي سيعاد البحث بها"، في الوقت الذي تتقاذف فيه الأطراف المعنية مسؤولية تسريب الإتفاق حول تسمية الصفدي بين بعضها البعض.

في غضون ذلك، يخيّم الصمت على أجواء المختارة، حيث لم يخرج رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط بأي تعليق بشأن ما يحصل، كما أن مسؤولين قياديين في الحزب أكدوا لـ"لبنان24" أنّ "الموقف بشأن التطورات الحكومية سيعلن نهاية هذا الأسبوع، وكل شي في حينه وأوانه". في الشكل، فإنّ جنبلاط بدا وكأنه بعيد عمّا يجري، لكن في المضمون، ثمّة بحث وانتظار وترقّب، ويرى جنبلاط أنه "مستبعدٌ" بشكل كبير عن المشاورات. وفي السياق، تقول مصادر سياسية مناوئة لجنبلاط أنّ "الأصوات النيابية المحسوبة على الأخير لن تحدث فرقاً على صعيد تسمية رئيس للحكومة"، معتبرة أنّ "جنبلاط اختار الترقّب لأنه لم يرَ الفرصة أمامه ليضع شروطه في التسمية، في ظل تكتّل "حزب الله" خلف الحريري". وعن الموقف المنتظر، رأت المصادر أنها "ستكون مصوّبة باتجاه التيار "الوطني الحر" بشكل كبير وتحديداً الوزير جبران باسيل باعتبار أنه هو الذي يشكل الحكومة، ويضرب صلاحيات رئيس الجمهورية"، موضحة أنّ "الموقف سيحمل أيضاً عتباً غير مباشر باتجاه الحريري الذي كاد يغيّب حلفاءه التقليديين عن المشاورات، وفتح الباب أمام "حزب الله" لتحديد الأسماء، وهذه سابقة خطيرة تُسجّل له في ظل استياء كبير".

وبذلك، فإنّ الحريري قد يعيدُ النظر بتشكيل حكومة التكنوقراط، شرط أن تكون الحكومة التكنوسياسيّة مطعّمة بوزراء غير استفزازيين، وأغلبها من الإختصاصيين. وترى المصادر أن "الحريري لا يريد إغفال موقف الشارع، كما لا يمكنه الإنفصال عن الواقع السياسي الذي يفرض تشكيل حكومة تكنوسياسية، مقرونة بشروطه الأساسية التي قد يجاريه فيها "حزب" الله حتى النهاية".


عودة الى الصفحة الرئيسية