إختر من الأقسام
آخر الأخبار
من وجوه إنتفاضة صيدا ورموزها: الحاج سليم قبلاوي.. يعتبر كل المتظاهرين في ساحة إيليا أبناءه وأحفاده وإخوته
من وجوه إنتفاضة صيدا ورموزها: الحاج سليم قبلاوي.. يعتبر كل المتظاهرين في ساحة إيليا أبناءه وأحفاده وإخوته
المصدر : المدن
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٤ تشرين ثاني ٢٠٢٤

في ساحة الثورة، عند تقاطع إيليا في صيدا، تجده حاضراً بين الحشود في النهار والليل، متفاعلاً ومحركاً، هاتفاً داعماً الحراك ومطالبه .

شيخ الشباب
تراه بسنواته الحادية والثمانين متكئاً على عكازه، متنقلاً بين المعتصمين، يشد من عزيمتهم. وتراه محمولاً على الأكتاف، رافعاً العكاز ملوحاً بها بيد، وبعلم لبناني في اليد الأخرى. رغم تقدمه في السن، تصدح من حنجرته المبحوحة روح الشباب وتنبض في جسمه عزيمتهم.
الحاج سليم قبلاوي تحول في صيدا وجهاً لثورة الشباب، ورمزاً من رموزها، فحظي بشعبية في صفوف الصغار والكبار. وهو يقول إنه يشارك في الثورة منذ يومها الأول، ويداوم في ساحتها، صباحاً وظهراً ومساءً. فهو تقاعد عن العمل، ويمضي وقته بين المتظاهرين، متحمساً لفكرة الثورة وأهدافها، معتبراً الثوار "أولاده وإخوته، وما يجري اليوم في لبنان قمة الوعي، وما نطالب به هو كرامتنا وشرفنا".

لم ينزل إلى الساحة لقضية تخصّه، بل لأجل "الجيل الجديد والقادم، ومستقبل الشباب". أولاده يشاركون في التظاهرة، "ولو كان لدي المال لاحتضنت هذا الحراك ودعمته بكل ما أملك".

ويقول الحاج سليم لمن "يجمعون المليارات من عرق الناس ومقدرات البلد: كفاكم جشعاً، فرشكم دولارات ومخداتكم دولارات، وتأكلون الشحم واللحم، والناس جائعة. يكفيكم ما سلبتموه، فاتركوا الشعب يعيش. وهؤلاء البرجوازيون سيحاسبهم التاريخ. لقد امتصوا دم الناس العباد". وهو يطالب أغنياء صيدا بمساعدة فقرائها.

أربع ثورات
شارك الحاج سليم في أربع ثورات: ثورة الجزائر، وثورة العام 58 في لبنان، وثورة العام 1975 (الحرب الأهلية)، وثورة تشرين 2019. هو ثائر مخضرم إذاً، وعايش ثورات وحوادث في لبنان والعالم العربي، وكانت صيدا ومناطق لبنانية أخرى ساحة لوهجها وتحركاتها. يقول: "هذا الحراك يذكّرني بأيام شبابي حين كنت أشارك في التظاهرات والتحركات الطلابية والشعبية في صيدا الخمسينات والستينات من القرن الماضي. واكتسبت من مشاركتي هذه خبرة الحركة المطلبية. واليوم أنا متحمس جداً لهذا الحراك وأهدافه".

لكنه يعتبر أن هناك فرقاً كبيراً بين تلك الثورات وثورة اليوم. فالناس أصبحوا متعلمين أكثر من قبل، وواعين قضاياهم وحقوقهم: "توسع العلم، وتوسعت الثقافة والصحافة والتواصل الاجتماعي. ولم يعد شيء خافياً، ولا يستطيع أحد أن يكذب ويقنع الناس بكذبه. فبلحظة صارت الكلمة تصل إلى الملايين. ويجب أن نكون سلميين ونتحلى بالصبر والمحبة، وبأخلاق الثوار لنحمي الثورة ونبقيها نابضة".

ويحيي الحاج سليم الجيش اللبناني الذي يحب شعبه: "ضباط الجيش وجنوده هم أولادنا وأهلنا وشرفنا وسندنا، ومن لا يعتبرهم كذلك يخون الوطن. فهم الوطن ونحن وراءهم وإلى جانبهم، ومستعدون للموت لأجلهم".

وعما اذا كان يعتقد ان الثورة ستحقق أهدافها يقول: "المطالب ستتحقق، لأن المطالبين هم الشرفاء، وليسو متعاملين مع السفارات ولا من غيرها. وعيب القول عن من يرفع يده وصوته مطالباً بحقوقه أنه يقبض من السفارات. ونحن صامدون في الساحات ومستعدون لتحمل الضائقة المادية مهما ضيقوا علينا الخناق. فكرامتنا فوق كل اعتبار، ونرفض أن نُذل لجماعة الدولار".

وكشف الحاج سليم أنه مواطن لبناني يعاني اليوم مثل كثيرين من أوضاع اجتماعية وصحية "دفعني للمشاركة والتعبير عن معاناتي من مرض الربو، ومن عدم قدرتي على شراء دوائي الشهري. وأجد صعوبة في تأمين الأوكسجين لأني لا أملك المال. ومن حقي أن أجد الرعاية الصحية المناسبة، وأحصل على ضمان الشيخوخة".

لدى الحاج سليم ثمانية أولاد وأربعون حفيداً، لكنه يعتبر المتظاهرين كلهم في ساحة إيليا أبناءه وأحفاده وإخوته.


عودة الى الصفحة الرئيسية